Image Not Found

الجَوْدة الشاملة في التعليم

د. سلوى بنت عبد الأمير بن سلطان

إن‭ ‬غالبية‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬والنامية‭ -‬على‭ ‬حدٍّ‭ ‬سواء‭- ‬تعيد‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أنظمتها‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحالي؛‭ ‬وتُولي‭ ‬اهتمامًا‭ ‬خاصًّا‭ ‬بإعداد‭ ‬المعلِّم‭ ‬في‭ ‬كليات‭ ‬التربية،‭ ‬وفي‭ ‬أثناء‭ ‬الخدمة؛‭ ‬بسبب‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬وتوظيف‭ ‬التقانة‭ ‬في‭ ‬التدريس،‭ ‬وسرعة‭ ‬نمو‭ ‬العلوم‭ ‬والمعارف‭. ‬هذا‭ ‬التسارع‭ ‬يحتاج‭ ‬مسيرةَ‭ ‬تغيير‭ ‬متسارعة‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬التربوي‭ ‬والتعليمي،‭ ‬وتؤكد‭ ‬دورَ‭ ‬المعلمِ‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يَعُدْ‭ ‬مقتصرًا‭ ‬على‭ ‬التلقين‭ ‬ونقل‭ ‬المعرفة،‭ ‬بل‭ ‬تجاوزه‭ ‬ليكون‭ ‬قائدًا‭ ‬وموجهًا‭ ‬لتيسير‭ ‬المعرفة،‭ ‬والتخطيط‭ ‬للمواقف‭ ‬التربوية‭ ‬بعناية؛‭ ‬وليساعد‭ ‬المتعلمين‭ ‬كي‭ ‬يتعلموا‭ ‬بأنفسهم،‭ ‬ويكونوا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬طاقاتهم،‭ ‬وليقدمَ‭ ‬الخبرة‭ ‬التي‭ ‬يحتاجونها،‭ ‬ويكتشف‭ ‬مواهبهم‭ ‬ويعززها‭ ‬وينميها،‭ ‬ويهتم‭ ‬بالاتجاهات‭ ‬والقِيَمِ‭ ‬والمهارات‭ ‬والمعارف،‭ ‬ويعدهم‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الصعبة‭ ‬والتغيرات‭ ‬المتلاحقة‭.‬

كلُّ‭ ‬هذه‭ ‬المبررات‭ ‬تتطلب‭ ‬الاهتمام‭ ‬البالغ‭ ‬باختيار‭ ‬المعلمين،‭ ‬وتأهيلهم‭ ‬أثناء‭ ‬الخدمة،‭ ‬ومساندتهم‭ ‬في‭ ‬التحسين‭ ‬المستمر‭ ‬لأدائهم؛‭ ‬لما‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬الناشئة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬العمليات‭ ‬التعليمية،‭ ‬وتحسين‭ ‬مخرجاتها‭.‬

ويحتاج‭ ‬التحسين‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬إلى‭ ‬اهتمام‭ ‬التربويين‭ ‬بتطبيق‭ ‬المداخل‭ ‬الإدارية‭ ‬المعاصرة،‭ ‬خاصة‭ ‬مدخل‭ ‬إدارة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬الذي‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬أفضل‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية،‭ ‬لكل‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية؛‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تحسين‭ ‬أداء‭ ‬الإدارة‭ ‬المدرسية،‭ ‬وأداء‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬الصفوف،‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬القصور‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية،‭ ‬وضمان‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬تحصيل‭ ‬التلاميذ‭ ‬الدراسي،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بجميع‭ ‬جوانب‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬والتعلمية؛‭ ‬لتضمن‭ ‬جَوْدة‭ ‬مخرجاتها‭ ‬التي‭ ‬تضخها‭ ‬إلى‭ ‬الجامعات،‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬لتعمل‭ ‬بكفاءة‭ ‬وإنتاجية‭ ‬تنفع‭ ‬المجتمع‭ ‬بأسْره،‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقدمه‭ ‬وَرُقِيهِ‭.‬

وقد‭ ‬بُدِئ‭ ‬بتطبيق‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬التربوي؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لما‭ ‬لاقاه‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬جَوْدة‭ ‬التعليم‭ ‬ونوعيته،‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬تحصيل‭ ‬مخرجات‭ ‬التعليم،‭ ‬وتحسين‭ ‬أداء‭ ‬المعلمين‭ ‬ومديري‭ ‬المدارس،‭ ‬وتنمية‭ ‬كفاياتهم‭ ‬الشخصية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬التدريبية،‭ ‬وتطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬المعاملة‭ ‬الطيبة،‭ ‬والثقة‭ ‬المتبادلة،‭ ‬وتطوير‭ ‬برامج‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تنميتهم‭ ‬المهنية،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بنمو‭ ‬التلاميذ‭ ‬نموًّا‭ ‬ذاتيًّا‭.‬

وسنتناول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬الذي‭ ‬يتسم‭ ‬بالحداثة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬فسنعرض‭ ‬فيه‭ ‬كيفية‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬التعليمي،‭ ‬والإفادة‭ ‬منه‭. ‬وقبل‭ ‬التطرق‭ ‬لتعريف‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬للتعليم،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نجيب‭ ‬عن‭ ‬الأسئلة‭ ‬الآتية‭: ‬ما‭ ‬مفهوم‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬التعليم؟‭ ‬وما‭ ‬معاييرها؟‭ ‬

مفهوم‭ ‬الجَوْدة‭ ‬في‭ ‬التعليم

الجَوْدة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬تعني‭: ‬كافة‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬التربويين‭ ‬لرفع‭ ‬وحدة‭ ‬المنتج‭ ‬التعليمي‭ ‬وتحسينه،‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬ورغبات‭ ‬المستفيدين،‭ ‬ومع‭ ‬قدرات‭ ‬المنتج‭ ‬التعليمي‭ ‬وسماته‭ ‬وخصائصه‭ (‬مجيد،‭ ‬والزيادات،‭ ‬154‭: ‬2008‭).‬

ويمكننا‭ ‬أنْ‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬مفهوم‭ ‬الجَوْدة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬جوانب؛‭ ‬من‭ ‬بينها‭: ‬منظور‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف،‭ ‬ومنظور‭ ‬نظرية‭ ‬النظم،‭ ‬ومنظور‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ (‬Added Value‭).. ‬فمن‭ ‬منظور‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف،‭ ‬أشار‭ ‬العامري‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجَوْدة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬تعني‭: “‬أداء‭ ‬العمل‭ ‬بأسلوب‭ ‬صحيح‭ ‬مُتْقَنٍ،‭ ‬بحسب‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬التربوية‭ ‬الضرورية؛‭ ‬لرفع‭ ‬مستوى‭ ‬جَوْدة‭ ‬المنتج‭ ‬التعليمي،‭ ‬بأقل‭ ‬جهد‭ ‬وكلفة،‭ ‬مُحققًا‭ ‬الأهداف‭ ‬التربوية‭ ‬التعليمية،‭ ‬وأهداف‭ ‬المجتمع،‭ ‬وسد‭ ‬حاجة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬الكوادر‭ ‬المؤهلة‭ ‬علميا‭ (‬العامري،‭ ‬33‭:‬2011‭).‬

ومن‭ ‬حيث‭ ‬منظور‭ ‬نظرية‭ ‬النظم،‭ ‬عرَّفها‭ ‬البطاح‭ ‬على‭ ‬أنها‭ “‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬والخصائص‭ ‬الواجب‭ ‬توافرها؛‭ ‬فجميع‭ ‬عناصر‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬التربوية،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬منها‭ ‬بالمدخلات‭ ‬والعمليات‭ ‬والمخرجات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أنْ‭ ‬تحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬المطلوبة،‭ ‬للفرد‭ ‬والمؤسسة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المحلي،‭ ‬بحسب‭ ‬الإمكانات‭ ‬المادية‭ ‬والبشرية‭” (‬بطاح،‭ ‬125‭:‬2006‭). ‬وعرَّفتها‭ ‬الفتلاوي‭ ‬على‭ ‬أنها‭ “‬نظام‭ ‬متكامل‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬معايير‭ (‬مواصفات‭)‬،‭ ‬وإجراءات،‭ ‬وأنشطة،‭ ‬وإرشادات،‭ ‬تضعها‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬التعليم،‭ ‬أو‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬نفسها؛‭ ‬لتهتدي‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬عملها،‭ ‬وتوفير‭ ‬خدماتها‭ ‬للمستفيدين‭ ‬بطريقة‭ ‬فاعلة‭” (‬الفتلاوي،‭ ‬53‭:‬2007‭).‬

والملاحَظ‭ ‬أنَّ‭ ‬هذين‭ ‬التعريفين‭ ‬يُركِّزان‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬إدارة‭ ‬النظم‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬مدخلات‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬وعملياتها‭ ‬ومخرجاتها؛‭ ‬وبالتالي‭ ‬يُنْظَرُ‭ ‬إلى‭ ‬التلاميذ‭ ‬والمعلمين‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬المستفيد‭ ‬المباشر،‭ ‬بينما‭ ‬يعتبر‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬والمجتمع‭ ‬المستفيد‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭.‬

ومِنْ‭ ‬حيث‭ ‬مفهوم‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة،‭ ‬تُعرَّف‭ ‬بأنها‭ “‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬الخدمة‭ ‬التعليمية‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬التلاميذ‭ ‬باستمرار،‭ ‬وتطوير‭ ‬معارفهم‭ ‬وقدراتهم،‭ ‬ونموهم‭ ‬الشخصي،‭ ‬وتُحدَّد‭ ‬هذه‭ ‬القيمة‭ ‬بالمقارنة‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يمتلكه‭ ‬التلميذ‭ ‬من‭ ‬قِيَمٍ‭ ‬ومعارف‭ ‬ومهارات‭ ‬عند‭ ‬تخرجه،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬يمتلكه‭ ‬عند‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬التعليمية‭: (‬مجاهد،41‭:‬2008‭)..‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬تيسير‭ ‬تطبيق‭ ‬مبادئ‭ ‬الجَوْدة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬توضيح‭ ‬المصطلحات‭ ‬وما‭ ‬يقابلها‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التربوي؛‭ ‬ففلسفة‭ ‬التربية،‭ ‬والمشرفون‭ ‬التربويون،‭ ‬ومديرو‭ ‬المدارس،‭ ‬والإمكانات‭ ‬المادية‭ ‬هي‭ (‬المدخلات‭)‬،‭ ‬وسلسلة‭ ‬التفاعل‭ ‬بين‭ ‬المعلمين‭ ‬والتلاميذ‭ ‬في‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية‭ ‬هي‭ (‬العمليات‭)‬،‭ ‬وتلاميذ‭ ‬ناجحون‭ ‬مستمتعون‭ ‬بالتعلم؛‭ ‬ونتيجة‭ ‬الإحساس‭ ‬بتحقيق‭ ‬الذات،‭ ‬والتقدم‭ ‬نحو‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬هي‭ (‬المخرجات‭).‬

ويرى‭ ‬البكر‭ ‬أن‭ ‬أسس‭ ‬فلسفة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬مفادها‭: ‬أن‭ ‬التلميذ‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬المُنْتَج‭ ‬العائد،‭ ‬إنما‭ ‬المُنْتَجُ‭ ‬العائدُ‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يكتسبه‭ ‬منْ‭ ‬معارف‭ ‬تمكنه‭ ‬مِنَ‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الفهم‭ ‬والإدراك‭ ‬العلمي،‭ ‬ومهارات‭ ‬تمكنه‭ ‬مِنَ‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬العمل‭ ‬واحترافه،‭ ‬واكتساب‭ ‬القِيَمِ‭ ‬التربوية‭ ‬التي‭ ‬تساعده‭ ‬على‭ ‬أنْ‭ ‬يكون‭ ‬عضوًا‭ ‬منتجًا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ (‬البكر،‭ ‬94‭:‬1990‭).‬

ونرى‭ ‬أن‭ ‬المستفيد‭ ‬الثانوي‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬المدرسة‭ ‬هم‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬والمجتمع،‭ ‬فمن‭ ‬حق‭ ‬هؤلاء‭ ‬توقع‭ ‬نمو‭ ‬مدارك‭ ‬أبنائهم‭ ‬وقدراتهم‭ ‬ومهاراتهم،‭ ‬وتطور‭ ‬شخصياتهم‭ ‬ليصبحوا‭ ‬نافعين‭ ‬لأنفسهم‭ ‬وذويهم‭ ‬ومجتمعهم،‭ ‬ومسؤولية‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الجميع‭: ‬المعلم،‭ ‬والتلميذ،‭ ‬والمدرسة،‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬والمجتمع‭ ‬المحلي‭.. ‬أيْ‭: ‬أنها‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭.‬

وبناءً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬الجَوْدة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬نظام‭ ‬شامل‭ ‬متكامل،‭ ‬يهدف‭ ‬للتحسين‭ ‬المستمر‭ ‬لكافة‭ ‬عناصر‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬ومن‭ ‬الملاحَظ‭ ‬أنه‭ ‬ونظرًا‭ ‬لنجاح‭ ‬التجربة‭ ‬اليابانية‭ ‬في‭ ‬الجَوْدة،‭ ‬وما‭ ‬أحدثته‭ ‬من‭ ‬ثورة‭ ‬عالميا،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أنْ‭ ‬تنتقل‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬المفاهيم‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية،‭ ‬وظهرت‭ ‬أهمية‭ ‬الجَوْدة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬كفلسفة‭ ‬تهدف‭ ‬لتحقيق‭ ‬ثقافة‭ ‬التحسين‭ ‬المستمر‭ ‬للمنتجات‭ ‬وتطويرها؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرضاء‭ ‬المستفيدين،‭ ‬وكسب‭ ‬ثقتهم،‭ ‬والوفاء‭ ‬باحتياجاتهم‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إتقان‭ ‬الموظفين‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬مرة‭.. ‬وفيما‭ ‬يأتي،‭ ‬نتناول‭ ‬بالتفصيل‭ ‬مفهوم‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬ومعاييرها‭.‬

مفهوم‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬التعليم

كان‭ ‬الأمريكي‭ ‬فيغنبوم‭ ‬أوَّل‭ ‬من‭ ‬أضاف‭ ‬كلمة‭ ‬كلية‭ ‬أو‭ ‬شاملة،‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1950م،‭ ‬بعنوان‭ “‬Total Quality Control‭”‬،‭ ‬وبذلك‭ ‬أصبح‭ ‬مفهوم‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ (‬Total Quality‭)‬،‭ ‬واختصارًا‭ (‬TQ‭)‬،‭ ‬هو‭ ‬المتداول‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصناعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والخدمية‭ (‬Slack‭ & ‬others‭,‬‭ ‬76:1998‭).‬

وعرف‭ ‬الهاشمي‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬على‭ ‬أنها‭: ‬التحسين‭ ‬المستمر‭ ‬للجَوْدة‭ ‬عبر‭ ‬الجهود‭ ‬المخططة‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬للاستعمال‭ ‬الفعال‭ ‬للموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمدخلات‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية،‭ ‬وعملياتها،‭ ‬ومخرجاتها؛‭ ‬بحيث‭ ‬تتجاوز‭ ‬توقعات‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وإكساب‭ ‬الأفراد‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬العالمية؛‭ ‬بما‭ ‬يلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬المجتمع،‭ ‬على‭ ‬أنْ‭ ‬يعمل‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ (‬الهاشمي،‭ ‬والعزاوي،‭ ‬146‭:‬2009‭). ‬وأشار‭ ‬أحمد‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تعني‭: ‬إيجابية‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي؛‭ ‬أي‭: ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬استثمار‭ ‬قومي‭ ‬له‭ ‬مدخلاته‭ ‬ومخرجاته،‭ ‬فإن‭ ‬جودته‭ ‬تعني‭ ‬أنْ‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المخرجات‭ ‬بشكل‭ ‬جيد،‭ ‬ومتفقة‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬احتياجات‭ ‬المجتمع‭ ‬ككل‭ ‬في‭ ‬تطوره‭ ‬ونموه،‭ ‬واحتياجات‭ ‬الفرد‭ ‬باعتباره‭ ‬وحدة‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭ (‬أحمد،‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة،‭ ‬155‭:‬2007‭).‬

ويرى‭ ‬عليمات‭ ‬أن‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬تعني‭ ‬الكفاءة‭ ‬والفاعلية‭ ‬معًا؛‭ ‬لأن‭ ‬الكفاءة‭ ‬تعني‭: ‬توظيف‭ ‬الإمكانات‭ ‬التعليمية‭ ‬المتاحة‭ (‬المدخلات‭)‬؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مخرجات‭ ‬تعليمية‭ ‬معينة؛‭ ‬أي‭: ‬تحقيق‭ ‬المواصفات‭ ‬المطلوبة‭ ‬بأفضل‭ ‬الطرق‭ ‬وبأقل‭ ‬تكلفة،‭ ‬ويمثل‭ ‬هذا‭ ‬أحد‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬عليها‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬فإن‭ ‬الفاعلية‭ ‬تعني‭: ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬أو‭ ‬المخرجات‭ ‬المطلوبة،‭ ‬والكفاية‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬لها‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬نتائج‭ ‬مرغوبة‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬أو‭ ‬بعبارة‭ ‬أخرى‭: ‬الكفاية‭ ‬ضرورية‭ ‬للفاعلية،‭ ‬لكنَّ‭ ‬الفاعلية‭ ‬لا‭ ‬تتحقق‭ ‬بالكفاية‭ ‬وحدها‭ (‬عليمات،‭ ‬93:2008‭).‬

إنَّ‭ ‬مفهوم‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬له‭ ‬معنيان‭ ‬مترابطان؛‭ ‬أحدهما‭: ‬واقعي،‭ ‬والآخر‭: ‬حِسي؛‭ ‬فالجَوْدة‭ ‬بمعناها‭ ‬الواقعي‭ ‬تعني‭: ‬التزام‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬بإنجاز‭ ‬مؤشرات‭ ‬ومعايير‭ ‬حقيقية‭ ‬متعارفة‭ ‬عليها؛‭ ‬مثل‭: ‬معدلات‭ ‬الترفيع،‭ ‬والكفاءة‭ ‬الداخلية‭ ‬الكمية،‭ ‬وتكلفة‭ ‬التعليم‭. ‬أما‭ ‬المعنى‭ ‬الحسي‭ ‬للجَوْدة،‭ ‬فيتركز‭ ‬على‭ ‬رضا‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية؛‭ ‬فإذا‭ ‬شعر‭ ‬المستفيدون‭ ‬بأن‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬تناسب‭ ‬توقعاتهم،‭ ‬وتلبي‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬الذاتية،‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭: ‬إن‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬قد‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬بمستوى‭ ‬يلامس‭ ‬المشاعر‭ ‬الحسية‭ ‬لمستفيديها‭.‬

ولكي‭ ‬تستطيع‭ ‬أية‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية‭ ‬الاعتناء‭ ‬بالجَوْدة،‭ ‬عليها‭ ‬أنْ‭ ‬تقوم‭ ‬ببناء‭ ‬خطة‭ ‬متكاملة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬التغيرات‭ ‬المطلوبة،‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية،‭ ‬وحسن‭ ‬اختيار‭ ‬المعلمين،‭ ‬وإقناع‭ ‬جميع‭ ‬مَنْ‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬بأهمية‭ ‬التغيير،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الجَوْدة،‭ ‬وتقديم‭ ‬الحوافز‭ ‬المعنوية‭ ‬والمادية،‭ ‬لتصبح‭ ‬الجَوْدة‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬جزءًا‭ ‬أصيلًا‭ ‬من‭ ‬عملهم،‭ ‬ورؤيتهم‭ ‬المستقبلية،‭ ‬ونتيجة‭ ‬طبيعية‭ ‬لالتزام‭ ‬الجميع‭ ‬بكامل‭ ‬إرادتهم‭ ‬في‭ ‬إتقان‭ ‬عملهم،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬التزامها‭ ‬بمعايير‭ ‬ثابتة‭.. ‬وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬نتناول‭ ‬معايير‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭.‬

معايير‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬التعليم

المعيار‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬هو‭: ‬كل‭ ‬ما‭ ‬اتُّخِذَ‭ ‬أساسًا‭ ‬للمقارنة‭ ‬والتقدير‭ (‬أنيس،‭ ‬639‭:‬1972‭). ‬أما‭ ‬اصطلاحًا،‭ ‬فقد‭ ‬عرَّفها‭ ‬مجاهد‭ ‬بأنها‭: ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العبارات‭ ‬المحدَّدة‭ ‬تحديدًا‭ ‬دقيقًا،‭ ‬وبطريقة‭ ‬علمية،‭ ‬تشمل‭ ‬جميع‭ ‬عناصر‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬توظفها‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬جَوْدة‭ ‬برامجها‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬ومراجعة‭ ‬الأداء‭ ‬وتقويمه‭ ‬بشكل‭ ‬دوري،‭ ‬ومقارنة‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء‭ ‬فيها‭ ‬بأداء‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأخرى،‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لعملية‭ ‬التطوير‭ ‬المستمر‭ (‬مجاهد،‭ ‬5‭:‬2008‭).‬

وتكون‭ ‬المعايير‭ ‬عادةً‭ ‬وطنيةً‭ ‬تضعها‭ ‬الجهات‭ ‬العليا،‭ ‬وقد‭ ‬تَضعها‭ ‬هيئات‭ ‬عالمية‭ ‬خاصة‭ ‬بالاعتماد‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬تمتلك‭ ‬سلطة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬حكمها،‭ ‬وهناك‭ ‬مَنْ‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬المعايير‭ ‬هو‭ ‬مسؤولية‭ ‬جماعية،‭ ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬بعينها؛‭ ‬إذ‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬وضعها‭ ‬الآباء‭ ‬والمعلمون،‭ ‬وممثلو‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬والمعنيون‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تزوِّد‭ ‬المؤسساتُ‭ ‬التربوية‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفراد‭ ‬بالمعلومات‭ ‬والأدوات‭ ‬التي‭ ‬تُمكِّنهم‭ ‬من‭ ‬فحص‭ ‬نظامهم‭ ‬التربوي‭ (‬الهاشمي،‭ ‬والعزاوي،‭ ‬342‭:‬2009‭).‬

ويُمكن‭ ‬الحُكم‭ ‬على‭ ‬توافر‭ ‬جَوْدة‭ ‬التعليم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬جَوْدة‭ ‬كلٍّ‭ ‬مِمَّا‭ ‬يأتي‭: ‬القيادة‭ ‬التربوية‭ ‬والتشريعات،‭ ‬ومؤهل‭ ‬أعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس،‭ ‬والأعمال‭ ‬المساندة‭ ‬وسلوكهم،‭ ‬والمكتبات‭ ‬المدرسية‭ ‬وأمنائها،‭ ‬والبرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬العُمق‭ ‬والشمولية‭ ‬والتكامل‭ ‬والمرونة،‭ ‬وموافاتها‭ ‬لمتطلبات‭ ‬العصر‭ ‬وتحدياته،‭ ‬والأهداف‭ ‬التعليمية،‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬التعلم،‭ ‬وطرائق‭ ‬التدريس،‭ ‬والخدمات‭ ‬الطلابية،‭ ‬وتقويم‭ ‬التعليم،‭ ‬والإنفاق‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬تجهيزات‭ ‬المباني،‭ ‬والإشراف‭ ‬التربوي،‭ ‬وتقييم‭ ‬أداء‭ ‬التلاميذ،‭ ‬واهتمام‭ ‬القيادة‭ ‬الإدارية‭ ‬بالتخطيط‭ ‬الإستراتيجي،‭ ‬وتكوين‭ ‬علاقات‭ ‬عمل‭ ‬فعالة‭ ‬بين‭ ‬المعلمين،‭ ‬وضمان‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬الإدارة،‭ ‬وتوافر‭ ‬مداخل‭ ‬فعالة‭ ‬لتقييم‭ ‬أداء‭ ‬المعلمين‭ ‬والتلاميذ،‭ ‬وتطبيق‭ ‬أساليب‭ ‬جيدة‭ ‬للرقابة‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬وتوظيف‭ ‬الرقابة‭ ‬الذاتية‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬أداء‭ ‬الموظفين‭ (‬الطس،‭ ‬86‭:‬1430هـ‭).‬

وتعدُّ‭ ‬الرقابة‭ ‬الداخلية‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬الرقابة‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬المدرسة‭ ‬على‭ ‬أوجه‭ ‬النشاط‭ ‬الذي‭ ‬تؤديه،‭ ‬وتمتد‭ ‬لتشمل‭ ‬جميع‭ ‬العمليات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬تمتد‭ ‬لتشمل‭ ‬مستويات‭ ‬التنظيم‭ ‬المختلفة‭. ‬أما‭ ‬الرقابة‭ ‬الخارجية،‭ ‬فهي‭ ‬ذلك‭ ‬النوع‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬بوساطة‭ ‬جهاز‭ ‬مركزي‭ ‬مستقل،‭ ‬وينصرف‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬للرقابة‭ ‬على‭ ‬الأمور‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسياسات‭ ‬والقوانين،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اهتمامه‭ ‬بالجوانب‭ ‬التخصصية‭ ‬والفنية‭ (‬قطب،‭ ‬63‭:‬2008‭).‬

والرقابة‭ ‬وظيفة‭ ‬من‭ ‬وظائف‭ ‬الإدارة،‭ ‬وتعني‭: ‬قياس‭ ‬أداء‭ ‬المرؤوس؛‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬المنشأة‭ ‬والخطط‭ ‬الموضوعة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تحققت؛‭ ‬أيْ‭: ‬التحقق‭ ‬ممَّا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يحدث‭ ‬طبقًا‭ ‬للخطة‭ ‬الموضوعة،‭ ‬والتعليمات‭ ‬الصادرة،‭ ‬والمبادئ‭ ‬المحددة‭. ‬والغرض‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬الانتباه‭ ‬لنقاط‭ ‬الضعف‭ ‬والأخطاء؛‭ ‬بقصد‭ ‬معالجتها،‭ ‬ومنع‭ ‬حدوثها‭ (‬الأسدي،‭ ‬وإبراهيم،‭ ‬230‭:‬2007‭).‬

ويُمكن‭ ‬قياس‭ ‬ضمان‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬بالاطلاع‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬الامتحانات‭ ‬الوطنية،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬للمدارس‭ ‬اختيار‭ ‬كيفية‭ ‬تحديد‭ ‬مستوى‭ ‬أداء‭ ‬تلامذتها‭ ‬في‭ ‬المهارات‭ ‬والكفاءات‭ ‬وتقويمه،‭ ‬طبقًا‭ ‬للمؤشرات‭ ‬المُعْتَمَدَة‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬فإذا‭ ‬كنا‭ ‬نريد‭ ‬أنْ‭ ‬نضمن‭ ‬جَوْدة‭ ‬المعايير‭ ‬السابقة،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬أنْ‭ ‬نؤهل‭ ‬قيادات‭ ‬تربوية‭ ‬من‭ ‬مديري‭ ‬المدارس،‭ ‬ومشرفين‭ ‬تربويين‭ ‬ملتزمين‭ ‬بمعايير‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة،‭ ‬وعاملين‭ ‬مُدرَّبين،‭ ‬ونظام‭ ‬اتصال‭ ‬فعال،‭ ‬وتطبيق‭ ‬رشيد‭ ‬لمفهوم‭ ‬المساءلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المحاسبة‭ (‬Accountability‭)‬،‭ ‬وإلمام‭ ‬بطموحات‭ ‬المستفيدين،‭ ‬ومناخ‭ ‬تنظيمي‭ ‬حافز‭ ‬وإيجابي،‭ ‬يُثير‭ ‬دوافع‭ ‬المعلمين‭ ‬للعمل،‭ ‬وفهم‭ ‬حاجاتهم‭ ‬وإشباعها‭ ‬بأقل‭ ‬تكلفة‭ ‬ممكنة،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تحويل‭ ‬المدارس‭ ‬إلى‭ ‬مجتمعات‭ ‬مهنية‭ ‬تعليمية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬مهارات‭ ‬معلميها‭ ‬بجهودها‭ ‬الذاتية‭.‬

وقد‭ ‬أشار‭ ‬ماوش‭ (‬Mauch‭) ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أنواعًا‭ ‬من‭ ‬الحاجات‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬الدافعية‭ ‬لدى‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المؤسسة،‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬موظف‭ ‬إلى‭ ‬آخر؛‭ ‬منها‭: ‬الحاجة‭ ‬للانتماء،‭ ‬وهي‭ ‬تعكس‭ ‬حاجة‭ ‬العاملين‭ ‬لأنْ‭ ‬يكونوا‭ ‬محترَمين‭ ‬ومحبوبين‭ ‬من‭ ‬الآخرين،‭ ‬ويقوموا‭ ‬ببناء‭ ‬علاقات‭ ‬اجتماعية‭ ‬متينة‭ ‬معهم‭. ‬والحاجة‭ ‬للإنجاز،‭ ‬وتعكس‭ ‬حاجة‭ ‬العاملين‭ ‬للعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النجاح‭. ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬السلطة،‭ ‬وتعكس‭ ‬حاجة‭ ‬المعلمين‭ ‬للتأثير‭ ‬في‭ ‬الآخرين‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليهم‭. ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬الدافعية‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬القائد؛‭ ‬إذ‭ ‬عليه‭ ‬أنْ‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬بيئة‭ ‬توفر‭ ‬حاجات‭ ‬العاملين،‭ ‬مراعيًا‭ ‬ظروف‭ ‬كل‭ ‬عامل‭ ‬على‭ ‬حدة‭ (‬Mauch‭, ‬p87-90,2010‭).‬

ولمَّا‭ ‬كانت‭ ‬الإدارة‭ ‬هي‭ ‬الأساس‭ ‬لنجاح‭ ‬أي‭ ‬مشروع،‭ ‬والمُوَجهُ‭ ‬الأساسي‭ ‬للجهود‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وعملية‭ ‬تتضمن‭ ‬تنظيم‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية،‭ ‬وتوظيفها‭ ‬التوظيف‭ ‬الأمثل‭ ‬بأعلى‭ ‬كفاءة،‭ ‬وأقل‭ ‬تكلفة‭ ‬ممكنة؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف؛‭ ‬فقد‭ ‬ظهر‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬إدارة‭ ‬التعليم‭ ‬وإدارة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة،‭ ‬وظهرت‭ ‬نظريات‭ ‬تختص‭ ‬بذلك،‭ ‬منذ‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬وازدهرت‭ ‬في‭ ‬التسعينيات‭ (‬عابدين،21‭:‬2001‭).‬

ومن‭ ‬هنا،‭ ‬ظهرتْ‭ ‬الحاجة‭ ‬لإدارة‭ ‬تهتم‭ ‬بالجَوْدة‭ ‬الشاملة،‭ ‬وتلعب‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المعلمين‭ ‬حسب‭ ‬حاجاتهم،‭ ‬بقيادة‭ ‬المشرفين‭ ‬التربويين‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بإعداد‭ ‬خطة‭ ‬تنظم‭ ‬أعمالهم،‭ ‬عبر‭ ‬جلسات‭ ‬العصف‭ ‬الذهني،‭ ‬والرجوع‭ ‬للنظام‭ ‬التعليمي،‭ ‬والأدب‭ ‬التربوي؛‭ ‬بُغية‭ ‬الوصول‭ ‬لجَوْدة‭ ‬الإشراف‭ ‬التربوي؛‭ ‬فتطبيق‭ ‬مدخل‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬يتأثر‭ ‬بوجود‭ ‬قيادات‭ ‬عليا،‭ ‬وأشخاص‭ ‬مؤهلين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة،‭ ‬ومدى‭ ‬فهمهم‭ ‬للإرشادات‭ ‬والمتطلبات‭ ‬الواردة‭ ‬لتفعيل‭ ‬آليات‭ ‬ضمان‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة،‭ ‬وقيادة‭ ‬قوية‭ ‬متمتعة‭ ‬ببصيرة‭ ‬ثاقبة،‭ ‬تنقل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

وقد‭ ‬مرَّت‭ ‬إدارة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬بثلاث‭ ‬مَوْجات؛‭ ‬بدأ‭ ‬أولها‭ ‬عندما‭ ‬أدخل‭ ‬ديمنج‭ (‬Deming‭) ‬مفهوم‭ ‬الجَوْدة‭ ‬إلى‭ ‬اليابان‭ ‬في‭ ‬الخمسينيات‭. ‬وظهرت‭ ‬الموجة‭ ‬الثانية‭ ‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬الأعمال‭ ‬والصناعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بتطبيق‭ ‬أفكار‭ ‬إدارة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭. ‬والآن،‭ ‬نشهد‭ ‬الموجة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي‭ (‬الخطيب،‭ ‬والخطيب،‭ ‬14‭:‬2004‭).. ‬فما‭ ‬مفهوم‭ ‬إدارة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة؟

مفهوم‭ ‬إدارة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬

مِنَ‭ ‬الملاحَظ‭ ‬أن‭ ‬مصطلح‭ “‬إدارة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭”‬،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬واضح،‭ ‬يتكوَّن‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عناصر‭: ‬الأول‭ ‬هو‭ “‬الإدارة‭”‬؛‭ ‬ويعني‭ ‬التطوير‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬إمكانات‭ ‬المنظمة‭ ‬لتحسين‭ ‬الجَوْدة‭. ‬والثاني‭: ‬الجَوْدة؛‭ ‬وتعني‭ ‬أداء‭ ‬العمل‭ ‬بمستوى‭ ‬متميز‭ ‬يلبي‭ ‬حاجات‭ ‬المستفيدين‭ ‬وتوقعاتهم‭. ‬والثالث‭: “‬الشاملة‭”‬؛‭ ‬وتعني‭ ‬تطبيق‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الجَوْدة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬جوانب‭ ‬العمل،‭ ‬وتتطلب‭ ‬مشاركة‭ ‬كافة‭ ‬الموظفين‭ ‬واندماجهم؛‭ ‬وبالتالي‭ ‬التزامهم‭ ‬جميعًا‭ ‬‭(‬مكتب‭ ‬التربية‭ ‬العربي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬10‭:‬1431هـ‭).‬

وعرف‭ ‬أرموند‭ ‬فيغنبوم‭ (‬Armond Feigenbaum‭) ‬إدارة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬على‭ ‬أنها‭: ‬نظام‭ ‬فعَّال‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬جهود‭ ‬جميع‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬تتبنى‭ ‬تطوير‭ ‬الجَوْدة‭ ‬وتحسينها‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليها؛‭ ‬لتمكنه‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بالإنتاج،‭ ‬وتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬بأقل‭ ‬تكلفة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الرضا‭ ‬الكامل‭ ‬للمستفيد‭ (‬Nigel Slack‭ & ‬others‭, ‬761:1998‭).‬

كما‭ ‬عرفها‭ ‬سليم‭ ‬على‭ ‬أنها‭: ‬فلسفة‭ ‬إدارية‭ ‬حديثة،‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬إحداث‭ ‬تغييرات‭ ‬جذرية‭ ‬للمنظمة؛‭ ‬تشمل‭ ‬الفكر‭ ‬والسلوك‭ ‬والقِيَم،‭ ‬والمعتقدات‭ ‬التنظيمية،‭ ‬والمفاهيم‭ ‬الإدارية،‭ ‬ونظم‭ ‬العمل‭ ‬وإجراءاته؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬مكونات‭ ‬المؤسسة‭ ‬كلها؛‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬جَوْدة‭ ‬في‭ ‬مخرجاتها،‭ ‬وبأقل‭ ‬تكلفة،‭ ‬هدفها‭ ‬تحقيق‭ ‬رضا‭ ‬المستفيدين،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إشباع‭ ‬حاجاتهم‭ ‬ورغباتهم‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬يتوقعونه،‭ ‬بل‭ ‬وتخطي‭ ‬هذا‭ ‬التوقع‭ (‬سليم،‭ ‬41‭:‬2009‭).‬

ويُمكن‭ ‬استخلاص‭ ‬مفهوم‭ ‬لإدارة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬على‭ ‬أنها‭: ‬فلسفة‭ ‬إدارية‭ ‬تعاونية،‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬تهدف‭ ‬لتحسين‭ ‬الأساليب‭ ‬القيادية؛‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬التميز‭ ‬في‭ ‬الأداء،‭ ‬والتحسين‭ ‬المستمر‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬المؤسسة؛‭ ‬بهدف‭ ‬رفع‭ ‬كفاءة‭ ‬الخدمة‭ ‬بحيث‭ ‬تلائم‭ ‬المستفيد‭.‬

ومن‭ ‬الأهمية‭: ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬مفهومي‭ “‬الجَوْدة‭” ‬و‭”‬إدارة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭”‬؛‭ ‬فالأولى‭ ‬تعني‭: ‬نوعية‭ ‬الخدمة‭ ‬المقدمة‭ ‬للمستفيد‭. ‬أما‭ ‬الثانية،‭ ‬فهي‭ ‬عملية‭ ‬إدارية‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬والإستراتيجيات،‭ ‬يُفترض‭ ‬أنْ‭ ‬تؤدي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الكفاية‭ ‬والفاعلية‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬المؤسسات؛‭ ‬بحيث‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬المؤسسة،‭ ‬والهيكل‭ ‬التنظيمي،‭ ‬والنمط‭ ‬القيادي،‭ ‬ومناخ‭ ‬الإبداع،‭ ‬وتصميم‭ ‬العمليات؛‭ ‬حتى‭ ‬تستطيع‭ ‬المؤسسة‭ ‬مواكبة‭ ‬مقتضيات‭ ‬العصر‭.‬

ونلاحظ‭ -‬عبر‭ ‬مُراجعة‭ ‬أدبيات‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭- ‬اختلافَ‭ ‬مفهوم‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬باختلاف‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬البحث‭ ‬فيها؛‭ ‬مثل‭: ‬القطاع‭ ‬الصناعي،‭ ‬والتجاري،‭ ‬والصحي،‭ ‬والتعليمي‭.. ‬والاختلاف‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬المجالات‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الواحد؛‭ ‬مثل‭: ‬جَوْدة‭ ‬التعليم،‭ ‬وجَوْدة‭ ‬المعلم،‭ ‬وجَوْدة‭ ‬المنهج،‭ ‬وجَوْدة‭ ‬التدريب،‭ ‬وجَوْدة‭ ‬الإشراف‭ ‬التربوي‭…‬إلخ،‭ ‬وسنتناول‭ ‬في‭ ‬العدد‭ ‬المقبل‭ ‬مفهوم‭ ‬إدارة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬ومسوغات‭ ‬تطبيقها،‭ ‬وأهدافها‭.‬

—————————————————-

المصادر‭ ‬والمراجع

‭- ‬أحمد‭ (‬حافظ‭ ‬فرج‭)‬،‭ “‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭”‬،‭ ‬ط1،‭ ‬القاهرة،‭ ‬عالم‭ ‬الكتاب،‭ ‬2007‭ ‬م،‭ (‬سلسلة‭ ‬كتب‭ ‬الإدارة‭ ‬1‭).‬

‭- ‬الأسدي‭ (‬سعيد‭ ‬جاسم‭) ‬وإبراهيم‭ (‬مروان‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭)‬،‭ “‬الإشراف‭ ‬التربوي‭”‬،‭ ‬ط1،‭ ‬الإصدار‭ ‬الثاني،‭ ‬عمان‭: ‬دار‭ ‬الثقافة،‭ ‬2007م‭.‬

‭- ‬أنيس‭ (‬إبراهيم‭) ‬ورفاقه،‭ ‬المعجم‭ ‬الوسيط،‭ ‬ط2،‭ ‬القاهرة،‭ ‬دار‭ ‬المعارف،‭ ‬1972م‭.‬

‭- ‬بطاح‭ (‬أحمد‭)‬،‭ “‬قضايا‭ ‬معاصرة‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬التربوية‭”‬،‭ ‬ط1،‭ ‬عمان،‭ ‬دار‭ ‬الشروق،‭ ‬2006م‭.‬

‭- ‬البكر‭ (‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭)‬،‭ “‬أسس‭ ‬ومعايير‭ ‬نظام‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬والتعليمية‭”‬،‭ ‬المجلة‭ ‬التربوية‭ (‬الكويت‭)‬،‭ ‬المجلد‭ ‬الخامس‭ ‬عشر،‭ ‬العدد‭ ‬60،‭ ‬صيف‭ ‬1990م‭.‬

‭- ‬الخطيب‭ (‬أحمد‭)‬،‭ ‬والخطيب‭ (‬رداح‭)‬،‭ “‬إدارة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭”‬،‭ ‬بلا‭ ‬طبعة،‭ ‬الرياض،‭ ‬مكتب‭ ‬التربية‭ ‬العربي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬1425هـ‭/‬2004م‭.‬

‭- ‬سليم‭ (‬حسن‭ ‬مختار‭ ‬حسين‭)‬،‭ “‬الإشراف‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬التعليم‭”‬،‭ ‬ط2،‭ ‬مكتبة‭ ‬بيروت،‭ ‬القاهرة،‭ ‬2009م‭.‬

‭- ‬الطس‭ (‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬محمد‭)‬،‭ “‬آراء‭ ‬المعلمين‭ ‬نحو‭ ‬تطبيق‭ ‬معايير‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬تدريس‭ ‬مادة‭ ‬المكتبة‭ ‬والبحث‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬بمدينة‭ ‬جدة‭”‬،‭ ‬رسالة‭ ‬ماجستير،‭ ‬جامعة‭ ‬أم‭ ‬القرى،‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة،‭ ‬1430هـ‭.‬

‭- ‬عابدين‭ (‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭)‬،‭ “‬الإدارة‭ ‬المدرسية‭ ‬الحديثة‭”‬،‭ ‬ط1،‭ ‬عمان،‭ ‬دار‭ ‬الشروق،‭ ‬2001م‭.‬

‭- ‬العامري‭ (‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭)‬،‭ “‬مفهوم‭ ‬الجَوْدة‭”‬،‭ ‬مجلة‭ ‬التطوير‭ ‬التربوي،‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان،‭ ‬السنة‭ ‬العاشرة،‭ ‬عدد‭ ‬66،‭ ‬نوفمبر2011م،‭ ‬ص‭:‬32‭-‬35‭.‬

‭- ‬عبدالهاشمي‭ (‬عبد‭ ‬الرحمن‭) ‬والعزاوي‭ (‬فائزة‭ ‬فخر‭)‬،‭ “‬الاقتصاد‭ ‬المعرفي‭ ‬وتكوين‭ ‬المعلم‭”‬،‭ ‬ط1،‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬1430هـ‭/‬2009م‭.‬

‭- ‬عليمات‭ (‬صالح‭ ‬ناصر‭)‬،‭ “‬إدارة‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬المؤٍسسات‭ ‬التربوية‭”‬،‭ ‬ط1،‭ ‬عمان،‭ ‬دار‭ ‬الشروق،‭ ‬2008م‭.‬

‭- ‬الفتلاوي‭ (‬سهيلة‭ ‬كاظم‭)‬،‭ “‬الجَوْدة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭”‬،‭ ‬ط1،‭ ‬عمان،‭ ‬دار‭ ‬الشروق،‭ ‬2007م،‭ (‬سلسلة‭ ‬طرائق‭ ‬التدريس‭ – ‬الكتاب‭ ‬الثامن‭).‬

‭- ‬قطب‭ (‬منير‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭)‬،‭ “‬إمكانية‭ ‬تطبيق‭ ‬أسس‭ ‬الجَوْدة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬وتنظيم‭ ‬النشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬بمراحل‭ ‬التعليم‭ ‬العام‭ ‬بمدارس‭ ‬العاصمة‭ ‬المقدسة‭”‬،‭ ‬رسالة‭ ‬ماجستير،‭ ‬جامعة‭ ‬أم‭ ‬القرى،‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة،‭ ‬1429هـ‭/‬2008م‭.‬

‭- ‬مجاهد‭ (‬محمد‭ ‬عطوة‭)‬،‭ “‬ثقافة‭ ‬المعايير‭ ‬والجَوْدة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭”‬،‭ ‬ط1،‭ ‬القاهرة،‭ ‬دار‭ ‬الجامعة‭ ‬الجديدة،‭ ‬2008م‭.‬

‭- ‬مجيد‭ (‬سوسن‭ ‬شاكر‭)‬،‭ ‬والزيادات‭ (‬محمد‭ ‬عواد‭)‬،‭ “‬الجَوْدة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭”‬،‭ ‬ط1،‭ ‬عمان،‭ ‬دار‭ ‬صفاء،‭ ‬2008م‭.‬

‭- ‬مكتب‭ ‬التربية‭ ‬العربي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ “‬برنامج‭ ‬تجويد‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬بمكتب‭ ‬التربية‭ ‬العربي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭”‬،‭ ‬بلا‭ ‬طبعة،‭ ‬الرياض،‭ ‬1431هـ‭.‬

المراجع‭ ‬الأجنبية

‭- ‬Slack‭ ( ‬Nigel‭) & ‬Others‭, ‬Operations Management‭, ‬Second Edition‭, ‬England‭ : ‬Pearson Education Limited‭, ‬1998‭.‬

‭- ‬Mauch‭ (‬Peter‭. ‬D‭). – ‬Quality Management‭: ‬Theory‭ & ‬Application‭. ‬USA‭, ‬New York‭ : ‬CRC Press‭, ‬2010‭.‬